Sabtu, 02 Januari 2016

JIHAD DENGAN HARTA

0

الجهاد بالمال و أهميته في عصرنا اليوم
قدمه الطالب: أندي هرماوان


v   تعريفه
       هو بذله لما يقوم به من النفقة في الجهاد و السلاح و نحوه[1], و أن من أعطي شيئا من المال يستعين به في الغزو لم يخل إما أن يعطي لغزوة  بعينها أو في الغزو مطلقا فإن أعطي لغزوة بعينها فما فضل بعد الغزو فهو له. هذا قول عطاء و مجاهد و سعيد بن مسيب.[2]                    
v   الأمر به
        و أما الأمر بالجهاد, خاصا الجهاد بالمال كما روي أبو داود حدثنا موسي بن إسماعيل أخبرنا حماد عن حميد عن أنس أن النبي صلي الله عليه و سلم قال {جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم}, هذا الحديث دليل علي وجوب الجهاد بالمال و النفس و اللسان, و أما الجهاد بالأموال يعني بذله لما يقوم به النفقة في الجهاد و السلاح و نحوه و بالأنفس هو بالخروج و المباشرة للكفار.[3]                                                                                              
         و التحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب و إما باللسان و إما بالمال و إما باليد, فعلي كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع. أما الجهاد بالنفس ففرض كفاية و أما الجهاد بالمال ففي وجوبه لأن الأمر بالجهاد به و بالنفس في القرآن سواء, كما قال تعالي {. . .و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله . . .}(التوبة :41).[4]                                                      
v    أهمية المال في الجهاد
          قبل نستمر إليها فأحسن أن نعرف لماذا ذكر الأموال مقدم من الأنفس في الجهاد ؟ كما قال تعالي في كثير من آيات القرآن و أحدها في سورة الصف  {تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم. . .}(الصف: 11), ذكر في فتح القدير أن قدم ذكر الأموال علي الأنفس لأنها هي التي يبدأ بها في الإنفاق و التجهز إلي الجهاد.[5]                       
          فتقدم المال علي النفس في معظم الآيات ليس لفضله علي النفس, بل إن الجهاد بالنفس أعظم, ولكنه لا يتم إلا بالمال, فالإنفاق في سبيل الله لازم لإعداد الجيوش ولا يتم الجهاد بالنفس إلا بعد الجهاد بالمال. ولذلك أقول(المألف) إن تقديم المال علي النفس في معظم الآيات هو تقديم ترتيب, إذ لا يتم الجهاد بالنفس إلا بعد بذل المال, وأما تقديم النفس علي المال في آية المبايعة(سورة التوبة) فهو تقديم تفضيل.                                                                    
          وحقيقة الجهاد بذل الجهد والطاقة, والمال هو عصب الحرب وهو مددالجيش, وهو أهم من الجهاد بالسلاح, فبالمال يشتري السلاح وبالمال يجهز الجيش, فقال تعالي (وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون), مما يدل علي أهمية المال للإعداد للجهاد.[6]       
          و من هذه نعرف أن من موضوع إعداد الأمة للجهاد يعني إعداد الموارد المالية اللازمة لنفقات الجهاد و المجاهدين. فمما لا ريب فيه ولا خلاف عليه أن الجهاد- بمعني القتال- يتطلب نفقات هائلة  يعرفها الخبراء في هذا الفن, و لاسيما في عصرنا من شراء الأسلحة بأنواعها و ألوانها, ثم الإنفاق علي الجيوش و المقاتلين يستلزم نفقات يومية غير قليل و لا يسيرة من نفقات المأكل و المشرب و الملبس و المسكن و نفقات العلاج و الدواء و غيرها.[7]                         
        حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا»[8]                                                                                                    
        وحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَبُو الطَّاهِرِ، قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ،، وقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، فَقَدْ غَزَا»[9]
         (فقد غزا) قال ابن حبان معناه أنه مثله في الأجر وإن لم يغز حقيقة,[10] وفي شرح صحيح مسلم أنه حصل له أجر بسبب الغزو وهذا الأجر يحصل بكل جهاد وسواء قليله وكثيره ولكل خالف له في أهله بخير من قضاء حاجة لهم وانفاق عليهم أومساعدتهم في أمرهم ويختلف قدر الثواب بقلة ذلك وكثرته.[11]
        من هذا نعرف أن المال ينفع لينفق في سبيل الله للجهاد وللمجاهدين, ولينفق علي من ترك المجاهد من ولده وأهله.

v   فضل النفقة في سبيل الله تعالي
         و أما النفقة في سبيل الله تعالي فيها فضول كثيرة و منها كقول تعالي {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة}(البقرة: 245), قال القرطبي و غيره معناه من ذا الذي ينفق في سبيل الله حتي يبدله الله بالأضعاف الكثيرة[12], و قوله (قرضا حسنا) روي عن عمر وغيره من السلف هو النفقة في سبيل الله و قيل هو النفقة علي العيال و قيل هو التسبيح والتقديس.[13]                                                                                                 
         ومن الحديث كما روي عن خريم بن فاتك قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة ضعف), رواه الترمذي و حسنه[14] و النسائى و ابن حبان في صحيحه و الحاكم وقال صحيح الإسناد[15], (من أنفق نفقة) أي صرف نفقة صغيرة أو كبيرة (كتبت له سبعمائة ضعف)أي مثل, و هذا أقل الموعود والله يضاعف لمن يشاء. وقال المناوي أخذ منه بعضهم أن هذا نهاية التضعيف ورد بآية(والله يضاعف لمن يشاء)انتهي.[16]                
         وروي ابن المبارك عن زائدة عن ركين بن الربيع عن الربيع عن خريم رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (من أنفق نفقة في سبيل الله جعلت في ميزانه كل غداة)[17]وروي عن ثوبان(الهاشمي مولي النبي صلي الله عليه وسلم) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه علي عياله, ودينار ينفقه الرجل علي دآبته في سبيل الله, ودينار ينفقه علي أصحابه في سبيل الله).[18]                                                     
        حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ، فَقَدْ غَزَا»[19]                                                                                                        
        عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجل بناقة مخطومة, فقال: هذه في سبيل الله. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة, كلها مخطومة).[20]                                                                                                
وأكثر أيضا من الآيات و الأحاديث التي ذكرت عن فضول النفقة في سبيل الله.                 
v   الترهيب من البخل بالإنفاق في سبيل الله تعالي
أن من ينفق أمواله في سبيل الله فيجد فضول كثيرة كما ذكرت و كذلك علي من يبخل عن الإنفاق فيجد وعيد من الله تعالي و رسوله, كما قال عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالي (و أنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة) قال ليس ذلك في القتال, إنما هو في النفقة أن تمسك بيدك عن النفقة في سبيل الله ولا تلق بيدك إلي التهلكة, قال حماد بن سلمة عن داود عن الشعبي عن الضحاك بن أبي جبير قال كانت الأنصار يتصدقون و ينفقون من أموالهم فأصابتهم سنت فأمسكوا عن النفقة في سبيل الله, فنزلت(ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة) و قال الحسن البصري هو البخل.[21]
و روي البخاري حدثني إسحاق أخبرنا النضر حدثنا شعبة عن سليمان, قال سمعت أبا وائل عن حذيفة (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة) قال نزلت في النفقة, ذكر ابن حجر العسقلاني حديث حذيفة في هذه الآية, قال نزلت في النفقة أي في ترك النفقة في سبيل الله عز وجل.[22]
          وقول تعالي (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمي عليها في النار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)التوبة: 35-34.
  وأما الكنز فقال مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر هو المال الذي لا تؤدي زكاته.[23]

والله أعلم بالصواب


                                                                                                     












المراجع
صحيح البخاري
صحيح مسلم
سنن الترمذي
فتح الباري لابن حجر العسقلاني
شرح صحيح مسلم لإمام النووي
تحفة الأحوذي لشيخ المباركفوري
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
مشارع الأشواق لابن النحاس
المغني لابن قدامة
عون المعبود لأبي الطيب محمد شمس الحق
زاد المعاذ لابن قيم الجوزية
فتح القدير لإمام الشوكاني
فقه الجهاد ليوسف القرضاوي
العمدة في إعداد العدة لعبد القادر بن عبد العزيز



[1] سبل السلام ج: 1 ص: 199 .
[2] المغني لابن قدامة ج: 13 ص: 41 .
[3] انظر عون المعبود ج: 7 ص: 182 .
[4] زاد المعاذ لابن قيم الجوزية ج: 3 ص: 64 .
[5] فتح القدير لإمام الشوكاني ج: 5 ص: 275 .
[6] انظر العمدة في إعداد العدة ص: 38-37 .
[7] فقه الجهاد ليوسف القرضاوي ج: 1 ص: 569 .
[8] رواه البخاري (2843) .
[9] رواه مسلم (1895) .
[10] فتح الباري ج: 6 ص: 62 .
[11] شرح صحيح مسلم ج: 13 ص: 35 .
[12] مشارع الأشواق لابن النحاس ج: 1 ص: 270 .
[13] انظر تفسير ابن كثير ج: 1 ص: 262 .
[14] سنن الترمذي (1625) و قال حديث حسن .
[15] مشارع الأشواق ج: 1 ص: 271 .
[16] تحفة الأحوذي ج: 5 ص: 203 .
[17] مشارع الأشواق ج: 1 ص: 275 .
[18] صحيح مسلم رقم(2310) باب فضل النفقة علي العيال .
[19] رواه مسلم (1895) .
[20] رواه مسلم (1892) .
[21] انظر تفسير ابن كثير ج: 1 ص: 200 .
[22] فتح الباري ج: 8 ص: 234 .
[23] انظر تفسير ابن كثير .

0 komentar:

Posting Komentar

www.ayeey.com www.resepkuekeringku.com www.desainrumahnya.com www.yayasanbabysitterku.com www.luvne.com www.cicicookies.com www.tipscantiknya.com www.mbepp.com www.kumpulanrumusnya.com www.trikcantik.net